"رسالة الى بلدية الجن
والعفاريت "
ان من اهم الانجازات التي تحققت
خلال الاربعين سنه الماضية، والتي
تفتخر بها حكومتنا الرشيدة ،ويجب
علينا ان نفتخر بها كعمانيون ، فلا يوجد هناك اي حرج لو هدرت ثروة البلد بأكملها لصيانته وتلميعه واشهاره عالميا ، فهو مصدر
ثروتنا وقوتنا ،ومن الموروثات الشعبية والحسيه والفكرية ، وهو معلم ذا مكانه خاصه في قلوبنا ، يمتزج بين
تصميمه ومكانته عبق التاريخ ،والحضارة
المشرقة ، والقادم المجهول
، انه وبكل فخر " برج الصحوة
" " دوار الرسيل " حسب
المفهوم المتداول . هذه البقعة من ارض
الاجداد الطاهرة ، وقد اجزم ان كل العمانيون
لهم ذكرى في ذلك المكان المليء
بالمواقف الرومنسية والكتوميتيه
والنشطاحية ، فلم يبقى هندي
في عمان لا مر من هذه البقعة المقدسة، ولم يستأنس بنجالي الا وتغنى بها ، وسار على نهجه الكثيرون من
الشعراء والكتاب والمدونون ،
والمؤلفة قلوبهم وذو القربى واليتامى والمساكين
وسائقي التاكسي ،
والشاحنات وعابري السبيل .، قد
جاء في الاساطير ان هناك ثروه هائلة
، ترقد تحت ذلك البرج الشاهق ، والارض الطاهرة.
واختلفت الروايات فمنهم من قال
ان هناك اكبر بئر
نفط في العالم ومخزون مكنون ، ومنهم من قال ان تلك البقعة
تعج بالكنوز التي جمعت من
القلاع والحصون والمباني المتهالكة ،
مع احتمال وجود كنوز العصر الفرعوني ، بسبب العلاقة العمانية المصرية المتينة ، ولا عجب
لو ان الاسطورة تحدثت عن
كنوز الاغريق وبلاد ما بين النهرين
، وكنوز كسرى، وقد يكون هناك
ممر سري يربط ولايات السلطنة
ببعضها ، وبرج الصحوة هو البوابة الرئيسية
لذلك ، ولا ريب ان هناك
من المطماع الخارجية والداخلية
للاستيلاء على هذه المقدرات القيمة
والبقعة
الطاهرة ، ولكن هيهات
سندافع عنها بأرواحنا
وأموالنا واولادنا ،وسنضحي
بكل غال وثمين من اجل الحفاظ عليها.
لذلك
نوصي حكومتنا الرشيدة
، وامتنا التليدة موصولة ببلدية
مسقط والسيب وبلدية
الجن والعفاريت ، التي سكنت المكان
بعدما هجر البشر مرافقه
الحيوية والتي لا تزال تفتقر
للخدمات الأساسية منذ 30 سنة مضت فنوصي
بما يقبله العقل والمنطق ويأطر من ضمن
حقوق المواطن .
*- من
الجانب الشرقي المتجه
الى مسقط ، توجد دورات مياه ينتابك
شعور بانها مسكن للجن. فقد
اغلقت منذ سنوات عديده ، لدرجة ان القفل الذي
وضع في الباب قدحت به الاعاصير،
وظهرت ملامح الشيخوخة على وجهه ، والصداء اتخذ منه موطنا فهنيئا لك ذلك الموطن ايها القفل العتيق فسيشهد التاريخ صمودك وستكتب عنك الروايات
والاساطير ، وسيذكرك القاصي والداني
وسيخلدك القريب والبعيد وسيثني عليك
المطبلون والمزمرون .
*- من الجانب
الغربي المتجه الى الشرقية
والداخلية ، توجد هناك دورات مياه للأسف انها لا تصلح للاستخدام الادمي ، وفي حالة يرثى لها . مجمع الكهرباء وأسلاكه
المتشتتة ، انابيبه التائهة بين
تسربات المياه ، وابوابه قد اخترعها
سائقي التاكسي ، تغلق بنصف طابوقه
، فقد تحتاج الى مضاد نووي في ذلك المكان
، ويضيق صدرك عندما ترى ذلك المنظر الذي يشمئز
منه البدن ، اختلاط الماء بالطين على
ارضية الحمامات . في تلك الحظة تنتابك حاله هستيرية وبغير شعور ستقول " سحقا لكي ايتها الحكومة " ، وتتعجب !!!!!؟؟؟ مشاريع الصرف
الصحي بمليار ريال ،ووضع
خدمات اساسية في اكبر نقطة تجمع للانتقال
من مكان الى مكان اخر في السلطنة مهمش ، ولا يرقى للنقاش ، واذ خرجت من تلك الزريبة " دورة المياه " سيقابلك
المسجد " مصلى " بأعمدة من حديد سقفه من تشينكو
" سبيستو "
تقرضهم ذات اليمين وذات الشمال ، وزوليته
التي اكل منها الزمن وشرب متهالكة
"متشطفة " مستسلمة بحكم
الله وقضائه ، اصابها القحط والجفاف
وضربتها الأعاصير والفيضانات ، فلا ملاذ
لها من المطر، ولا مخرج لها من
الشمس ، ستصلى ركعتين وتدعو الله
ان يحفظ لنا " برج الصحوة " شامخا عالي الهامة ، ممزور الملامح ،
فارغ الشوائب حشيشه مقصوص ووقته
مضبوط وحبه الكبير يزلزل القلوب .
*- ومن
الجانب الشمالي المتجه الى
الباطنة ، لا يوجد اي شيء يذكر
من الخدمات ، هناك بضع شجرات يستضل بظلالها
اصحاب التاكسي والمسافرون ، يصلون
تحتها ، ويتمددون ، بعد ما اخرجوا قنينة
الماء التي يحملوها في
دبة سيارا تهم ، يتوضؤون
منها ويتقاسمون رغيف
الخبز والدال ، ويدندنون ويدعون " اللهم
احفظ لنا " برج الصحوة " هذا الصرح التاريخي
وهذه الثروة القومية
بوابة مسقط الحديثة وواجهة
عمان العالمية .
الخلاصة
في هذه الأثناء تتنافس دول العالم لتقديم
افضل الخدمات في مواقف الباصات ، لدرجة ان بعض الدول توفر في
مواقف الباصات ما توفره في المطارات
من خدمات صحيه وتجارية
ومرافق حيوية . فالمطار
هو نقطة تجمع
وكذلك مواقف الباصات والتاكسي هي نقطة تجمع
متي؟ متى ؟ متى ؟ تدرك حكومتنا الرشيدة اننا
نرجع ريوس ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق