الأحد، 4 مارس 2012

"رسالة الى بلدية الجن والعفاريت "


"رسالة الى بلدية الجن والعفاريت "

ان من اهم الانجازات التي  تحققت  خلال الاربعين سنه  الماضية،  والتي  تفتخر بها حكومتنا الرشيدة  ،ويجب علينا ان نفتخر بها كعمانيون ، فلا يوجد هناك اي حرج لو هدرت ثروة البلد بأكملها  لصيانته وتلميعه واشهاره عالميا ، فهو مصدر ثروتنا وقوتنا  ،ومن الموروثات  الشعبية والحسيه  والفكرية ، وهو معلم  ذا مكانه خاصه في قلوبنا  ، يمتزج بين  تصميمه ومكانته عبق التاريخ  ،والحضارة  المشرقة ، والقادم  المجهول  ، انه وبكل  فخر " برج الصحوة "  " دوار الرسيل " حسب المفهوم المتداول . هذه البقعة  من ارض الاجداد  الطاهرة ،  وقد اجزم ان كل  العمانيون  لهم ذكرى في ذلك المكان المليء  بالمواقف  الرومنسية  والكتوميتيه  والنشطاحية  ، فلم  يبقى هندي  في عمان  لا مر من هذه البقعة المقدسة،  ولم يستأنس بنجالي  الا وتغنى بها ، وسار على نهجه الكثيرون من الشعراء  والكتاب  والمدونون ،  والمؤلفة  قلوبهم وذو القربى  واليتامى  والمساكين   وسائقي  التاكسي ،  والشاحنات  وعابري السبيل .، قد جاء  في الاساطير ان هناك ثروه هائلة ،  ترقد تحت ذلك البرج الشاهق ، والارض الطاهرة. واختلفت  الروايات   فمنهم من قال  ان هناك   اكبر  بئر نفط  في العالم  ومخزون مكنون ، ومنهم من قال  ان تلك البقعة  تعج بالكنوز  التي  جمعت من  القلاع والحصون  والمباني  المتهالكة ،  مع احتمال وجود كنوز العصر الفرعوني ، بسبب العلاقة  العمانية المصرية  المتينة ،  ولا عجب  لو ان الاسطورة  تحدثت  عن  كنوز الاغريق  وبلاد ما بين النهرين ، وكنوز كسرى،  وقد  يكون هناك  ممر سري   يربط ولايات السلطنة ببعضها  ، وبرج الصحوة هو البوابة الرئيسية  لذلك ، ولا ريب ان  هناك  من المطماع الخارجية  والداخلية  للاستيلاء على هذه المقدرات  القيمة  والبقعة  الطاهرة ،  ولكن  هيهات  سندافع  عنها  بأرواحنا  وأموالنا  واولادنا  ،وسنضحي  بكل غال وثمين  من اجل الحفاظ عليها.
 لذلك  نوصي  حكومتنا  الرشيدة  ، وامتنا التليدة موصولة  ببلدية مسقط  والسيب  وبلدية  الجن والعفاريت ، التي  سكنت  المكان  بعدما  هجر البشر  مرافقه  الحيوية   والتي لا تزال تفتقر للخدمات الأساسية  منذ 30 سنة مضت فنوصي بما يقبله العقل  والمنطق ويأطر من ضمن حقوق المواطن  .
*- من  الجانب  الشرقي  المتجه  الى مسقط  ، توجد دورات مياه  ينتابك  شعور  بانها مسكن للجن.  فقد  اغلقت  منذ  سنوات عديده ، لدرجة ان القفل  الذي  وضع في الباب  قدحت به  الاعاصير،  وظهرت ملامح الشيخوخة على وجهه ، والصداء اتخذ منه موطنا  فهنيئا لك ذلك الموطن ايها القفل العتيق  فسيشهد التاريخ صمودك وستكتب عنك الروايات والاساطير ، وسيذكرك القاصي والداني  وسيخلدك  القريب والبعيد  وسيثني عليك  المطبلون  والمزمرون .
*- من الجانب  الغربي  المتجه الى الشرقية والداخلية  ، توجد هناك دورات مياه  للأسف انها لا تصلح  للاستخدام الادمي ،  وفي حالة يرثى لها . مجمع الكهرباء  وأسلاكه  المتشتتة ،  انابيبه التائهة بين تسربات المياه ،  وابوابه  قد اخترعها   سائقي التاكسي ، تغلق  بنصف طابوقه ،  فقد تحتاج الى مضاد نووي في ذلك المكان ، ويضيق صدرك عندما  ترى ذلك المنظر الذي يشمئز منه البدن ، اختلاط  الماء بالطين على ارضية  الحمامات . في تلك الحظة  تنتابك حاله هستيرية  وبغير شعور ستقول " سحقا  لكي ايتها الحكومة  " ، وتتعجب !!!!!؟؟؟ مشاريع الصرف الصحي  بمليار  ريال  ،ووضع خدمات اساسية في  اكبر نقطة تجمع   للانتقال  من مكان الى مكان  اخر في السلطنة  مهمش ، ولا يرقى للنقاش ، واذ خرجت من تلك  الزريبة " دورة المياه "  سيقابلك  المسجد  " مصلى  " بأعمدة من حديد سقفه  من تشينكو  " سبيستو "    تقرضهم  ذات اليمين وذات الشمال ، وزوليته التي  اكل منها الزمن وشرب  متهالكة  "متشطفة " مستسلمة  بحكم الله وقضائه  ، اصابها القحط  والجفاف  وضربتها الأعاصير والفيضانات ،   فلا ملاذ  لها من المطر،  ولا مخرج لها من الشمس  ، ستصلى ركعتين  وتدعو الله  ان يحفظ لنا " برج الصحوة " شامخا عالي الهامة ، ممزور الملامح ، فارغ الشوائب  حشيشه مقصوص ووقته مضبوط   وحبه الكبير يزلزل القلوب  .
*- ومن  الجانب  الشمالي   المتجه الى  الباطنة ، لا يوجد اي  شيء  يذكر  من الخدمات ، هناك بضع شجرات  يستضل  بظلالها  اصحاب التاكسي والمسافرون ،  يصلون تحتها ، ويتمددون ، بعد ما  اخرجوا قنينة الماء  التي  يحملوها في  دبة سيارا تهم ،   يتوضؤون منها  ويتقاسمون  رغيف  الخبز  والدال ، ويدندنون  ويدعون   " اللهم  احفظ  لنا  " برج الصحوة  " هذا الصرح  التاريخي  وهذه  الثروة  القومية  بوابة مسقط  الحديثة  وواجهة  عمان العالمية .
الخلاصة
في هذه الأثناء تتنافس دول العالم  لتقديم  افضل الخدمات  في مواقف  الباصات ، لدرجة ان بعض الدول   توفر  في مواقف الباصات ما توفره في المطارات  من  خدمات  صحيه وتجارية  ومرافق حيوية  .   فالمطار  هو  نقطة  تجمع  وكذلك  مواقف الباصات والتاكسي  هي نقطة تجمع   متي؟ متى ؟ متى ؟  تدرك حكومتنا الرشيدة  اننا  نرجع ريوس  ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق