"ولد الجنية
سليط وأخوه مصبح "
قصة من الواقع الخرافى العماني "مذكرات "حبوه "
كان هناك رجل يدعى "خلفان لمسن " ...ذلك الفلاح البسيط المتواضع .. الذي لا تفارق "خشمه"تلك الابتسامة الرائعة.. الجميله... الساحرة .. الصادقة التي تأسر قلوب كل من يعرفه .. كلما حمل مجزه.. ومسحتاه متجها الى جلبة القت .. يجز الطعام ..ويقلع الحشيش الزائد عن حواف الجلبة .. ويبيع القت لنساء القرية .. يزنها بذالك الميزان المصنوع من سعف النخيل .. بحباله المتهالكة ...وبمقياس ..المن بقرشين ... كان هناك من يختلس النظر اليه .. فقد اسر قلوب نساء الانس ...وهاهي ابنت شيخ الجن" قمبره " تلاحقه بنظراتها .. الارجوانية .. من بين اغصان شجرة الغاف .. المطلة بجلبة القت .. وهو لا يعلم ... فقد عشقته بكل جنون .... وأحبته كاسرتا لقوانين واعرف مملكة الجن ...وكانت تلاحقه فى كل مكان .. وفى كل بقعه ..وكل قرنه ... وكل زمان .. رغم علمها ان خلفان كان متزوج من ابنت عمه "شواخ " التي كانت هي الثانيه تحبة بجنون وتعشقه حتي النخاع .
وفى يوم من الايام بينما ...كان "خلفان المسن " ..يعمل فى الحقل كعادته ...."يجزم ألنخيل "... ويحدر عسقها " ويشرط كربها " ...احس بإرهاق شديد ...فهبط من النخله ... "وخبش خشمه "..من ماء الساقية التي كان يسقى بها حقله .... ثم استند على " دكانة الفرض" وغط فى نوما غطا شديدا من التعب ... هنا ظهرت له الجنية " قمبرة "ابنت شيخ الجن ... بذالك اللباس الابيض المرصع بالجواهر ... وبتلك الصوره الجميلة ..التي ما ظهرت بها أنسيه من قبل..وبعطرها الذي تفوح منه رائحة الجنه ... رشيقة القوام .. وجسدها الحريري المتناسق .. وشعرها المجنون .. وعيونها الشهلوين ..وبياضها القرطاسي ... ابتسمت له وبتسم لها ...فمدت له يدها ..وبدون ان يفكر ...او يتردد مسك يدها ...وأخذته الى علمها الخيالي ..الخرافى ...البنفسجي .. وطلبت منه ان يتزوجها ... فواق خلفان على ذالك وتزوجها .
مرت الايام والسنين ... وخلفان المسن بين زوجتين .... الجنيه "قمبرة "... والانسيه " شواخ ".... فقد رزقه الله بولد من الجنيه اسماه "سليط " يحمل صفات الانس والجن ونباهه .. والفطنة ..ورزقه ولدا من الانسية اسماه " مصبح " يحمل صفات الانس الطيبه ..والبساطة ..والرضاء..والسذاجة .. فتربا الاخوين فى كنف ولدهما "خلفان المسن" ........وأحبا بعضهم حبا جما .. ...وفى يوما من الايام بينما كان الشايب "خلفان المسن " ........راجعا من الحقل على ظهر حماره يحمل بين يديه مخرافة الرطب " ....تكفر الحمار فى قنطرة الفلج .... فسقط خلفان على رأسه فى الساقية ... وفارق الحياة .. فحزنت علية زوجته "شواخ "...... حزنا شديدا وتأثرت لفراقه ......" تاثرا عجيبا ....فقد كان قنديل البيت .."وكان شحمة فودها .. وقرة عينها .... فتبعته بعد سنة تقريبا وماتت.... من شدة الحزن والبكاء ....وبعد فترة ليست طويلة لحقتهم الجنية "قمبرة " وماتت حزنا على خلفان.... وعلى شواخ ....مرة الايام على الاخوان " سليط ولد الجنية " ومصبح ولد الانسية ... ودارة عليهم الدائرة فقد " يبست الطوي "......التي كانت تسقى الجلبه والحقل ... ومات كل شي ... القت ..والنخيل ... ونخلة الفرض ...والحمار ....والهوش .... ولم يبقى لهم شي هنا قرر ان يهاجرا للبحث عن لقمة العيش وتدوير الروقة .
اخذا الاخوين سليط..... ومصبح " يلفتون " اغراضهم ".... ويجهزون انفسهم للرحيل .... وتفقوا على ان يرحلوا "غبشت" يوم الجمعة .... وفى ذالك اليوم لم ينم مصبح..... طول الليل يفكر.... ويتذكر ... تلك اللحظات الجميله .... التي قضاها بين حنايا دكانة الفرض ......وزريبة الهوش .. وجلبة القت ... وتلك الذكريات التي لا تخلو من الضرابة ومدافرة.. ولعبة "الكاكوم ".....والحواليس .. هنا بداء مصبح "يدمع "ويتنشج " ... فسمعه اخوه سليط ....وقال له لا تبكي يا اخي " اذهب الى الرقد فان ورآنا شومه الى المجهول .... هنا توقف مصبح عن البكاء وسكع فى نوما عميق .
انطلق مصبح ...وسليط ... قبل طلوع الشمس ....لجهة الجنوب ...وعلى وجوههم حسرة الفراق .. وأمل التفاؤل .. وفى منتصف الطريق .....وجدوا مفرقين ... الاول يذهب شرق .....والأخر يذهب الى الغرب .... فتفقوا على ان يفترقا..... كل واحد منهم يذهب الى اتجاه معين ..... فقال سليط ....لأخوه مصبح ... "يجب علينا ان يركز كلا منا سيفه فى الارض " ...والذي يحلى "يصدي" سيفه نعلم انه قد مات او اصابه مكروه .....وقال له لا تفزع يا اخي .... هنا كشخ مصبح وتمتم قائلا " انني اثق فيك يا اخي سليط.... اخذ مصبح "بخشته "ووضعها فى طرف باكورته.. وعلقها بكتفه .. وتجه الى الغرب .. يدندن ويقول " سمائل جيولك خطار ....سمايل خطارك من بعيد ..سمايل كيلى الحب كيليه ..الى اخر المعلقة .
بينما كان مصبح يتمشى فى الفيافى والبيداء ... اذ وجد فتاتا
فقال لها من تكوني ...
فقالت انا ابنت اكبر تاجر فى هذه القرية .. وهو يملك نصف القرية ..
فقال لها انا غريب ابحث عن عمل ...فأخذته الى والدها التاجر الجشع الشرير .
فقال له انا مصبح بن خلفان اريد ان اعمل عندك فى المزرعة فانا كنت اعمل سابقا فى مزرعة ابي ولدي خبره كبيره فى هذا المجال الحرفى ...
فقال له التاجر : سأشغلك عندي لكن بشرط .
قال مصبح : ما هو شرطك
قال التاجر : انا عندي كلب فى المزرعة يأتي كل صباح وينام تحت السدره ..... وشرطي ان لا تتوقف عن العمل حتى يقوم الكلب من مكانه ..... وإذا اكملت اربع سنوات سأزوجك ابنتي الوحيدة .ومن يخل بالشرط يدفع لطرف الاخر الف قرش ذهب .
فوافق مصبح على شرط التاجر .. الجشع ...الشرير ... وبداء العمل فى المزرعة ... فكان الكلب يأتي كل صباح ....ولا يقوم من مكانه إلا بعد غروب الشمس .... وضل يعمل مصبح طول الايام حتى اصيب بالإرهاق .. والتعب ...من ضغط العمل ... وكان مصبح على نيته... فعندما كلم صاحب العمل ... على تخفيف ساعات العمل ... لم يوفق التاجر الجشع .... فضل مصبح يعمل لمدت ثلاث سنوات ...على هذه الحاله حتي مرض مرضا شديدا بسبب العمل وفارق الحياة فدفنه التاجر فى المزرعة .
عندما رجع سليط بعد ثلاث سنوات ....الى المفرق رأى سيف اخيه مصبح قد حلى صدى "..... فعلم انه اخوه مصبح قد اصابه مكروه .... فقرر ان يذهب للبحث عنه... وتجه صوب الغرب يسابق الرياح ..... الى ان وصل الى القرية التي اشتغل فيها مصبح ...فوجد تلك الفتاه الجميله ابنت التاجر فسألها هل استطيع ان اعمل فى هذه القرية فقالت له ابي يستطيع ان يشغلك لدية فأخذته الى ذالك التاجر الجشع ..
فقال له انا غريب اريد ان اعمل في مزرعتك لاني لدي خبره في هذا المجال
فقال التاجر سأشغلك لكن بشرط
فقال له ما هو شرطك
قال التاجر : انا عندي كلب فى المزرعة يأتي كل صباح وينام تحت السد ره ... شرطي ان لا تتوقف عن العمل حتي يقوم الكلب من مكانه.... .وإذا اكملت 4 سنوات سأزوجك ابنتي الوحيدة
ومن يخل بالشرط يدفع لطرف الاخر الف قرش ذهب .
هنا عرف سليط ما حل باخاه مصبح ...وقرر ان ينتقم من التاجر ...الذي كان السبب فى موت اخيه مصبح.. فوافق سليط على شرط التاجر فبدا العمل فى المزرعة فكان الكلب يأتي فى الصباح الباكر وكان سليط يعمل قليلا ثم يأخذ " حصاه " ويرمي بها الكلب ... فيقوم الكلب يعوي ويغادر المكان .. فظل سليط على هذي الحال حتى مات الكلب ..من كثر الحصا التي " تقحفه "كل مره فى رأسه . فشتاط التاجر غضبا لما حل بكلبه .... ومرض مرضا شديدا حتى مات .... فتزوج سليط ابن الجنيه من بنت التاجر الجشع ...وورثت البنت كل املك ابيها .... فأصبح سليط من اغني الاغنياء فى تلك القرية . ورزقه الله بمولود اسماه "خلفان ".
اهداف القصه
لا تكن دائما مثل مصبح ساذج وترضي بان تظلم
خليك مثل سليط ولد الجنيه علشان تأخذ حقك وحق اخوك...
فى النهاية تقول الحبوه " رجعنا عنهم وما عطونا شي "
ابو المقداد الرقيشي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق